ملف أكتوبر: انتصرنا.. والله العظيم انتصرناأسرى إسرائيل في معركة 1973
"جاءت حرب 1973 كمفاجأة شبه تامّة، وحصل الإنذار باقتراب نشوبها في وقت متأخر؛ مما جعل التعبئة المنتظمة لقوات الاحتياط في ساعة الصفر أمرًا مستحيلا."
قد تتصور أن من كتب هذه الكلمات واحد من كتاب السلطة المتحمسين في عهد الرئيس السادات؛ ولكنها الحقيقة كما جاءت على موقع وزارة الخارجية الإسرائيلية.
فالكثير من التشكيك -المبرر وغير المبرر- الذي أحاط بحرب أكتوبر أفقدنا الثقة في نتائجها؛ ولكن المؤرخ الإسرائيلي نتانئِل لورْخ يعترف لنا على الموقع العربي لوزارة الخارجية الإسرائيلية (تواصل) بأن "الجيشان المصري والسوري حقّقا بعض الإنجازات الهامة في المرحلة الأولى: فاجتاز الجيش المصري قناة السويس وانتشر على امتداد الضفة الشرقية من القناة.. أما الجيش السوري فاجتاح هضبة الجولان واقترب من بحيرة طبريا".
ويأتي تحليل لورْخ ليكشف عن رؤية الإسرائيليين حول حرب يوم الغفران (6 أكتوبر) والتي أطلِقوا عليها هذا الاسم نظرًا لنشوبها في أقدس يوم لليهود، يوم الغفران الموافق 6 أكتوبر 1973.
ويعتبر لورْخ أن الجيش الإسرائيلي حقق نجاحا جزئيا في الأيام التالية من المعركة قائلاً: "سرعان ما انقلبت الأمور رأسًا على عقب؛ ففي غضون أيام قليلة، ومن خلال شن الهجمات المضادة والتي اتّسمت أحيانا بالمجازفة، وصل جيش الدفاع إلى الضفة الغربية من قناة السويس على بُعد 100 كيلومتر من العاصمة المصرية القاهرة، ووافقت مصر على القبول بوقف إطلاق النار بحماسة، وذلك بعد أن رفضت ذلك في البداية".
واللافت أن الموقع الرسمي الإسرائيلي اعتبر أن موافقة مصر على وقف إطلاق النار دليلاً على تراجع موقفها العسكري خلال الأيام الأخيرة للحرب، وهو الأمر الذي يرفضه معارضو السادات معتبرين أن موافقته على وقف إطلاق النار خطأ لا يغتفر؛ لأن الوضع العسكري لم يَمِل إطلاقا لصالح الإسرائيليين.
وحسما للخلاف يخلص موقع وزارة الخارجية الإسرائيلية إلى أنه "رغم ذلك فإنّ حرب يوم الغفران دخلت تاريخ إسرائيل كإخفاق خطير بسبب المفاجأة؛ إذ إن الحرب كبدت إسرائيل ثمنًا باهظَا بمقتل 2،688 جنديًا إسرائيليًا."
وحول تداعيات الحرب داخل إسرائيل يؤكد المؤرخ الإسرائيلي أن "أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية اتُهمت بالعجز عن توفير الإنذار في الوقت المناسب، واضطرّ رئيس هيئة الأركان دافيد (دادو) إيلْعَزار ورئيس هيئة الاستخبارات في جيش الدفاع إلى الاستقالة. وتم خلال الحرب إسقاط طائرات إسرائيلية عديدة نتيجة لتعرضها لإطلاق صواريخ روسية الصنع من طراز sam ومن ضمن 265 دبابة إسرائيلية في النسق الأول لم تبق إلا 100 دبابة صالحة للخدمة".
وينتهي لنتيجة مفادها: "ضعُفت قوة الردع لجيش الدفاع نتيجة الحرب"
يعني إيه الكلام ده..
يعني إحنا انتصرنا في النهاية.. فاكره السادات أو أحبه أنت حر.. لكن إحنا انتصرنا.. فمع كامل الاحترام لأي تحفظات أو انتقادات لسياسات الرئيس الراحل محمد أنور السادات؛ إلا أن أي خلاف معه لا يعني إهالة التراب على انتصار القوات المصرية عام 73 أو الادعاء بأن الحرب كانت مجرد تمثيلية أو معركة صغيرة.
فكما يقول رئيس الوزراء البريطاني الأسبق: "دعونا نتفق على الحقيقة أولا ثم نشوهها في التفسير فيما بعد". والحقيقة الوحيدة المؤكدة في هذا السياق أن حرب أكتوبر كانت في مجملها نصراً عسكرياً عربياً صريحاً..
مات الكلام..