لست ادرى ... بل ادرى

أبا القاسم ... لست أدري ... بل أدري ...
أنك كنت بشراً ...طفلاً صغيراً لما ماتت أمك بين يديك وأنتما في طريق سفري في صحراء قفراء... ليتني أدري كيف كان شعورك ... لو استطاع ممثل ان يمثله لقطع قلوبنا حزننا...
أدري أيضا يا ابا القاسم...
أنك كنت بشراً لما جاءك جبريل وأنت في الغار
بعيداً عن المأهولة .. كنت بشراً لما ارتجف قلبك خوفاً من الملاك الذي قابلته لأول مرة
ولست أدري يا حبيبي ... أيبقى قلبي يخفق لو كان بموقفك أم كان سيصاب بسكتة؟؟
بل أدري ... يا أبا القاسم انه لن يتحمل ذاك الموقف بشر . ولست ادري كيف تحمله قلبك الرقيق
... الذي تحمل يتم الاب والام و عاش بدونهما تحت عطف مفتعل وليس طبيعي.

ابا القاسم .... لست ادري ... هل كنت بشرا لما امرك ربك بتغيير وجه الارض وانت بشرا فردا وحيدا كما لو أن احدهم طلب مني ان اغير سياسة العالم.. بل ادري .. انك كنت بشرا لما قلت انتهى وقت النوم يا خديجة .
لكن ليت عمري ... هل كنت بشرا لما جاءك الامر بإعلان دعوتك و قمت بتنفيذه
والله ان قلب البشر ليرتجف لمجرد معرفة من هم الذين كلفت بتوصيل الرسالة اليهم.

ابا القاسم ... هل كنت بشرا ... لما مات ابنك ابراهيم .... و فقط ذرفت دمعتين قائلاً وإنا على فراقك يا ابراهيم لمحزونون ولا نقول الا ما نرضي الله
هل كان سيفعلها بشر في زمانك ذاك الا لكي يعلم البشر ......
وفي وقت المحنة تعلمنا ايضا....؟؟؟؟؟

هل كنت بشرا .... عندما تحمل قلبك موت عمك ... وزوجتك في نفس العام
لست ادري....
هل كنت بشرا .... لما هجرت وطنا عشت فيه عمرك فقط لكي تنجو بافكار تحملها الى العالم؟؟؟؟

هل كنت بشرا ... لما قررت مواجهة جيش ثلاثة اضعاف جيشك؟؟؟؟؟

كل هذا .... ادري انك كنت بشرا لما فعلته لكن .....
ليت شعري وليت عمري....
هل كنت بشرا عندما قلت لهم اذهبو فانتم الطلقاء .....

انت بشر ... نعم بشر يا ابا القاسم
ولكن ماذا ابقيت لبشريتنا من فضائل ؟؟؟
لست ادري.....
هل هناك من يدري....؟؟؟؟؟؟