بسم الله الرحمن الرحيم
جاءني ملك الموت
في احدي ليالي الشتاء الطويلة وكل الناس نيام تمنيت أن أري ملك الموت وإذ بي علي تلك الفكرة فوجدت أمامي رجلا ضخما طويلا وقورا وكما يقولون عريض المنكبين طويل الذراعين وفي الحقيقة انعقد لساني ولم أنطق ولو بكلمة وقد تملكني الخوف والذعر وتصبب العرق من علي جبهتي بالرغم من برودة الجو وقد قلت في نفسي ها قد جاءك ملك الموت كما طلبت ولكني بالطبع لم أكن أريده قابضا وإنما أردته زائرا فحسب وقد تداعت الأفكار في رأسي ولكنني فجأة تسألت لماذا هو صامت مقطب الجبين وأين مساعدوه ولماذا جاء وحده ؟ كل تلك الأسئلة دارت في ذهني في أقل من الثانية وعند تلك اللحظة أدركت أنه لم يأتي قابضا بل جاء زائرا ؛ ثم تسألت نفسي فيما بينها وبين روحي ومن أدراني أنه ملك الموت ؟ ربما كان عابر سبيل أو ضل الطريق ؟ وعندها قفزت إلي نفسي فكرة أن أكون شجاعا وأبدأ السؤال ؛
فقلت له من أنت ؟
فقال علي الفور ودون تردد ملك الموت
فقلت أيضا وفي نفسي بعض من خوف وماذا تريد ؟
فقال لي أنت ماذا تريد ؟
فقلت أنا لا أريد منك شيء ثم أردفت أريد أن تتركني في حالي
فقال أنت تمنيت أن تراني وها أنا قد أتيت فماذا تريد ؟
قلت : أريد أن أتكلم معك
قال: لماذا ؟
قلت : أتعلم منك وعنك بعض الأمور
قال : مثل ماذا ؟
قلت : أريد أن أسألك بعض الأسئلة ؛ فهل تأذن ؟
قال : ولكن في عجالة لأن هناك عمل ورائي
ثم بدأ بيننا الحوار وكنت في الحقيقة أخاف أن يأتي قدري وموعدي أثناء هذا الحوار
أنا : هل حقا أنت من يقبض الأرواح ؟
ملك الموت : أنا مأمور بذلك
أنا : ولكنك هادم اللذات و مفرق الجماعات وميتم الأطفال
ملك الموت : أنت غبي ؛ قلت لك أنا مأمور بذلك ولا حيلة لي في ذلك وسوف يتم هذا الأمر سواء رضيت أنا أم لم أرضي
أنا : ولكن ألا تحزن أو ينتابك ضيق أثناء هذا العمل؟
ملك الموت : ألم أقل لك إنك غبي
أنا : ولماذا ؟
ملك الموت : أنا ملك ولا أملك مشاعر البشر مثلكم أنتم تضحكون وتبكون وتحبون وتكرهون وتتألمون ولكن نحن الملائكة نختلف عنكم تماما وطبيعتنا تختلف عن طبيعتكم
أنا : هذا يعني أنك تؤدي عملك دون أدني ألم أو حزن ؟
ملك الموت : نعم
أنا : ولكن من الممكن أن تترفق مثلا بمؤمن عن كافر والعياذ بالله أو أن تفرح لموت طاغية أو ظالم وتحزن مثلا لموت عبد صالح
ملك الموت : ألم أقل لك إنك رجل غيي؛ يا هذا أنتم تفكرون بطريقة بشرية لا ترقي أبدا إلي الحقيقة والحكمة وقد يكون ما قلته هو العكس تماما أي أن ما يحدث هو العكس وكيف أحزن لموت عبد صالح وأنا أقدم له الخلود والنعيم المقيم وكيف أفرح لموت طاغية وأنا أريد له المزيد من العذاب في نار جهنم بمزيد من الطغيان يرتكبه في حق الناس 0
أنا : فهمت ؛ وهل حقا أنك تنظر في وجوهنا كل يوم ؟
ملك الموت : نعم
أنا : وكيف تستطيع ذلك ؟
ملك الموت : بقدره من يقول للشيء كن فيكون
أنا : وكم نفسا تقبض كل يوم ؟
ملك الموت : الله أعلم أنا لا أحصي ذلك إنما ذلك في علم الله لا يضل ربي ولا ينسي
ملك الموت : ألم أقل لك إنني في عجلة من أمري ؟
أنا : هل أنت ذاهب الآن لقبض روح ؟
ملك الموت : نعم
أنا : ومن هو ؟
ملك الموت : ذلك ليس من شأنك
أنا : وهل أقترب موعدي أنا
ملك الموت : الله أعلم
ثم أراد أن ينصرف ؛ فقلت له مترجيا
أرفق بي عند موتي
فضحك وقال فعلا غبي
انتهت
هذه القصة البسيطة القصيرة لنفسي وليس للنشر من 4 سنوات ولكن اليوم فقط قررت نشرها